النهوض بالصحة من خلال الابتكار: سعي هيئة الدواء المصرية نحو التنمية المستدامة

الزملاء، والشركاء، والمواطنون الأعزاء 

بينما نقف في مفترق الطرق بين الصحة، والابتكار، والتنمية المستدامة، فإنه من المهم أن نذكر إنجازاتنا السابقة، التي مثلت مساعينا المتميزة بالتفانى والصمود، وأن نعترف بالتحديات الحالية التي نواجهها، وأن نرسم مسارا يتماشى مع رؤية مصر 2030، والمعايير العالمية، وأهداف التنمية المستدامة.

لقد كانت هيئة الدواء المصرية دائما في المقدمة نحو سلامة وفعالية وإتاحة المستحضرات الدوائية للمواطن المصري، غير أنه في واقعنا اليوم – سريع التطور – تمتد مسؤولياتنا إلى ما هو أبعد من وظائفنا التنظيمية المعتادة، إذ أننا يجب أن نتبنى الابتكار، ونعزز التعاون، ونهتم بالاستدامة في كل جوانب عملنا.

وتماشيا مع رؤية مصر 2030، والتي تهدف لمجتمع مزدهر، وشمولي، وقائم على المعرفة، تضطلع هيئة الدواء المصرية بالاستفادة من أحدث التقنيات والمنهجيات لتعزيز كفاءة وفعالية عملياتها التنظيمية، ومن خلال استغلال القوة الرقمية؛ فإننا نتطلع إلى انسيابية إجراءات الموافقة على الأدوية، وتحسين أنظمة اليقظة الدوائية، وضمان وصول الدواء لجميع المصريين في الوقت المناسب.

علاوة على ذلك، فإن التزامنا بالتنمية المستدامة ثابت لا يتزعزع، فنحن ندرك أن الحصول على الدواء هو حق أساسي من حقوق الإنسان وحجر الزاوية في الصحة العامة. ولذلك، فإننا متفانون في تعزيز الابتكار وتشجيع التصنيع المحلي الذي لا يؤدي فقط إلى خلق فرص العمل وتحفيز النمو الاقتصادي، بل ويعزز أيضًا من قدرة مصر على مواجهة الأزمة الصحية العالمية. 

وسعيا لتحقيق مهمتنا، ندرك أن الالتزام بالمعايير الدولية والممارسات الجيدة أمر بالغ الأهمية لبناء الثقة، وتعزيز التعاون، وضمان جودة المنتجات الدوائية وسلامتها وفعاليتها. لذا، فإنه من خلال المبادرات المستمرة لبناء القدرات، وجهود التنسيق التنظيمي، وشفافية قنوات الاتصال، نتمكن من تحقيق معايير منظمة الصحة العالمية الخاصة بالدواء واللقاحات.

وبالرغم من ذلك، فإنه لا يمكننا اجتياز رحلتنا نحو التنمية المستدامة بمفردنا، إذ أن ذلك يتطلب جهودا مشتركة من جميع الهيئات الحكومية، وشركاء الصناعة الدوائية، ومقدمي الرعاية الصحية، ومنظمات المجتمع المدني، والجمهور بشكل عام، حيث أن التعاون، والشفافية، والمسئولية هي الركائز التي يجب أن نبني عليها مستقبلنا.

وبينما نبدأ هذه الرحلة التحولية، دعونا نظل ثابتين في التزامنا بالنهوض بالصحة، وتشجيع الابتكار، وتحقيق التنمية المستدامة لصالح جميع المصريين. فإننا معا، يمكننا بناء مستقبل أكثر صحة وازدهارا للأجيال القادمة.